حارس التبغ By Ali Bader

SUMMARY Ô TEXASBEERGUIDE.COM ´ Ali Bader

عنوان الرواية مأخوذ من ديوان (دكان التبغ) لـ(بيسوا)، حيث تلتبس حياة واحدة بثلاث شخصيات مختلفة، أما (حارس التبع) فإنها تروي حياة الموسيقار العراقي كمال مدحت، الذي اختكف وقتل في العام 2006 على خلفية عامضة، وتكشف عن شخصياته الثلاث: فهو الموسيقار اليهودي يوسف صالح الذي هاجر إلى إسرائيل في الخمسينات، ولم يطق العيش هناك، فهرب إلى إيران بشخصية حيدر سلمان التي عاش بها في بغداد حتى نهاية السبعينيات، حيث تم تهجيره مرة أخرى من طهران لكونه من التابعية ألإيرانية، فزيف شخصية ثالثة هي شخصية الموسيقار كمال مدحت، ودخل بغداد ليصبح، فيما بعد، أحد أهم الموسيقيين في المنطقة، ولم تكن شخصيته وحدها لعبة من ألأقنعة المتغيرة والأسماء المستعارة مثل قصيدة بيسوا، إنما حياة برمتها هي لعبة من الهويات المنتحلة والأقنعة المتغيرة. تنطلق أحداث هذه الرواية من المنطقة الخضراء في بغداد، حيث يكلف أحد الصحفيين بالتحقيق في مقتل الموسيقار، وأثناء عملية البحث يتم الكشف عن أسرار المافيات السياسية والعصابات والميليشيات، كما إنها تكشف عن العوالم السرية لحياة الصحفيين والمراسلين وأسمائهم المستعارة. تنتهي هذه الرواية إلى أدب ما بعد الكولونيالية في تكذيب سرديات الهوية، والسرديات الاستعمارية، وتستخدم تقنيات الرواية التسجيلية والميتافكشن وأدب الرحلات.
حارس التبغ

من أجمل الروايات التي قرأتها لفترة طويلة! علي بدر مميز و كتاباته جديدة من نوع آخر ! الأحداث عجيبة مشوقة و كأنك تشاهد فيلما سبنمائبا غربياعن شخصية غامضة و ثرية بالعمق! الشخص الذي غير اسمه و هويته 3 مرات ومع هذا التغيير تغيرت شخصيته كما تغير أطفاله المختلفين! فعلا الهوية كذبةو نحن ضحية وهم الهوية. العراق يسكن بطل الرواية كما يسكن الكاتب الى العمق! مع هذا ورغم ان يوسف اليهودي تحول الي حيدر الشيعي ثم في النهاية الى كمال السني ، الا أن الوطن لم يتغير كذلك مهنته في الموسيقى!ألا يعتبر هذا جرء من الهوية؟ في الواقع بالنسبة لي يوسف لم يتغير كثيراً. أجمل مافي الرواية وصف الكاتب الأسود الذي يبيع كتابته لغيره ، و وصف بغداد المنطقة الخضراء و الحمراء في عهد الأمريكان! الرواية ممتازة في توثيق الأحداث التاريخية في العراق و في منطقة الخليج من العشرينيات ايام الملكية الى الاربعينيات وقت تهجير اليهود مع اعلان دولة اسرائيل الى انقلاب قاسم 1958 ومقتله في 1963 و توالي البعث و صدام قي السبعينيات و الثمانينات، و الحرب مع اايران و تهجير التبعية الأيرانية، و غزو الكويت في 1990، ثم الجحيم في الأحتلال الأمريكي! الفترة الأولى ليوسف اليهودي كانت في نظري الأجمل و الأغنى وألأصدق ربما لأنها الشخصية الأصلية و الأصيلة و ربما لأنني تعلمت أشياء جدثدة عن فترة لم أعرفها! اكتشفت أيضا أن اليهود عوملوا معاملة سيئة في البلاد العربية وأن العرب بتهجير اليهود المواطنين القسري ساهموا في تاسيس اسرائيل! لا أنكر اني أحسست بالخيبة في النهاية لان الكاتب تهرب من وضع حل للغز مقتل البطل بصورة غامضة! أيضا الأحداث أصبحت مبتسرة و سريعة في النهاية و كأنني أحس ان علي بدر كان في مأزق(توهق في الخليجي!
نقطة أخرى لاحظتها ان الكاتب لا يستخدم علامة النقطة في جمله الكثيرة لكنه يحب الفاصلة كثيرا! هذا الشئ أزعجني قليلا لأني شعرت أن كثير من الجمل يجب أن تنتهي بالنقطة !

هذه الرواية راثعة انسانيا و تاريخيا ، و تصلح لكل الأذواق! أتمني أن يشتهر علي بدر أكثر لأنه فعلا كاتب مختلف! 360 “في عام 1950 صدر قانون إسقاط الجنسية العراقية عن اليهود. أطلقت عملية عزرة ونحمية، حيث تم السماح لمجاميع كبيرة من العائلات اليهودية بالهجرة إلى إسرائيل، بعد الاستيلاء على عقاراتهم ومصادرة أموالهم”.


في عام 1980 بدأت الحرب العراقية الإيرانية، وتم إعلان إسقاط الجنسية العراقية عن المواطنين العراقيين من التبعية الإيرانية وتم تسفيرهم إلى إيران، بعد مصادرة أملاكهم وتصفية الشباب بين الخامسة عشرة والأربعين.


تخيّل أن يتم تهجيرك من وطنك ليس لأنك خائن، أو مجرم، أو عميل. بل بسبب معتقدك الديني. أنتَ لا تعرف وطنًا غير وطنك. لا تعرف جيرانا غير جيرانك. ولا أصدقاء سوى أصدقائك الذين عاشرتهم في وطنك. الرواية عن الموسيقار اليهودي العراقي سامي صالح، منذ ترحيله مع عائلته من العراق إلى إسرائيل، إلى أن يتم العثور عليه مقتولا في بغداد.

الرواية عبارة عن قطعة سيمفونية باذخة، تحتوي على معلومات وأحداث مهمة عن تاريخ العراق وإيران. وأسباب الحرب التي اندلعت بينهما. عن التهجير القسري والشتات الذي أصاب المواطن العراقي. والحرفة المقيتة التي امتهنتها الأنظمة القمعية على الشعب بكل فئاته ومعتقداته.

رواية متخيلة جميلة ومؤثرة جديرة بالقراءة.


اقتباسات..



“كل جماعة وهي تفقد جذورها في الزمان فإنها تعمد إلى استعادة أفقها المفقود، ولا يمكن استعادته إلا من خلال السرد والخيال”.

“البلاك رايتر، وهو كاتب يذهب إلى المناطق الخطرة لكتابة تقرير صحفي عن موضوعة ساخنة، لكن التقرير ينشر باسم أحد الصحفيين الكبار في الصحيفة، أما الصحفي المحلي فلا يتقاضى سوى ثمن أتعابه”.

“1950 إصدار قانون إسقاط الجنسية العراقية عن اليهود. أطلقت عملية عزرة ونحمية، حيث تم السماح لمجاميع كبيرة من العائلات اليهودية بالهجرة إلى إسرائيل، بعد الاستيلاء على عقاراتهم ومصادرة أموالهم”.

1980 بدأت الحرب العراقية الإيرانية، وتم إعلان إسقاط الجنسية العراقية عن المواطنين العراقيين من التبعية الإيرانية وتم تسفيرهم إلى إيران، بعد مصادرة أملاكهم وتصفية الشباب بين الخامسة عشرة والأربعين.

“الفرق بين حارس التبغ والبلاك رايتر واضح، حارس التبغ هو كما يقول فيرناندو بيسوا في داخل كل واحد منا كائنان. الأول، الحقيقي، ذاك الذي يتبدى في رؤانا وفي أحلامنا. والثاني، الزائف، المتجلي في التمظهرات، وفي خطاباتنا، وأفعالنا، وكتاباتنا. بينما البلاك رايتر هو نوع من السلب، نوع من التجريد، وهو شكل من أشكال النصية الاستعمارية التي تقوم على الامتصاص والنبذ”.

“واقعة الاستعمار عمليًا تسحق الناس سحقًا، تجوفهم من الداخل، وتصنع داخلهم صورة مهشمة لشخصيتهم الأولى”.

“الموسيقى لا دين لها”.

“ما إن نعطي شرعية للسلاح حتى يدور دولاب الدم ولا يتوقف”.

“الوجوه التي شوهها الحب وتلقت فاتحة أفواهها بصورة مقززة، هي ذاتها الوجوه التي شوهها الغضب والسخط وهي تقتل وتسحل وتشنق باسم الثورة الجديدة”.

“بالموسيقى يمكنني أن أكتشف الأماكن، أن أرى ألوان البعد والعمق، أتحرّر من الخوف وأصل إلى مجاهل الحياة. بالموسيقى أتخلص من قذارة الجسد. ولكن ما هو الجسد إن لم يكن بحثًا عن الانتماء إلى العناصر الأولية، والرغبة المحمومة في الخلاص”.

“الخميني مثل صدام كلاهما كان يعتمد في صناعة السياسة على الحشود التي تخرج بقوة الكاريزما. الشعب، الجمهور، الحشد، يخرج ويهتاج ويصيح حتى يغيب عن الوعي”.

“الإنسان الكائن الوحيد على الأرض الذي يتمتع بالقدرة على تعذيب بني جنسه، هو الوحيد الذي يجيد تدمير نفسه، وربما خياله المفرط، والذي يتجاوز الطبيعة هو الذي مكّنه من إنتاج تصورات التعذيب. آلاف من النساء والرجال الذين ينتزعون من أرضهم، من منازلهم وأملاكهم، ويذهبون إلى أرض غريبة عليهم بالكامل. أكثرهم بالكاد يعرف أن يحدّد إيران على الخريطة”.

“الكل سيذهب إلى التراب ويختفي، وتبقى الطبيعة قاسية صامتة خالدة ومستمرة. النظر إلى الطبيعة فيها شفاء وحزن. لأنها وحدها خالدة، وحدها التي تستأثر بالاستمرار”.

“كثيرًا ما نتوهم أننا ندير اللعبة غافلين عن أنّها هي التي تديرنا. وكثيرا ما نتوهم أننا ننتج قيمًا مضادة لتلك التي نشأنا أو أنشأنا أنفسنا على معارضتها. ولكنا في الواقع نستسلم لها”.

“إن طلب الموت هو شيء حقيقي لا يمكن تجاهله. إنه من داخل الإنسان لا من خارجه. بإرادته وباقتناعه وبقبوله يمتص الموت من فضائه الكوني، يدعوه، يجتذبه، وهو يأتي”.

“يتحدثون أحيانًا عن حرب مصالح دول متعددة لا تحدث إلا في شوارع بغداد. من يستطيع أن يقول لنا من يقاتل من؟ شيعة يقتلون شيعة، سنة يقتلون سنة، ولا يستعمل هذا القتل إلا لنخر ذاكرتنا الوطنية الضعيفة؟” 360 إنتهيت من قراءة الرواية ويأبى ذهولي أن ينتهي وتنتابني حالة قنوط من الظلم الإعلامي لهذه الروائع ...لم أك أعلم أن علي بدر ذلك الروائي المبدع هو أحد المراسلين الذين عتقتهم نذور الحروب ووبال الغربة فلم يترك غمار حدث الا وخاضه بثراء فاحش مستحق ،ومن هول التجارب المصقولة كتب سيرته قبل أن يكتب سيرة كمال مدحت....هذا المراسل الذي رهن وجوده ونتاج عمله المهني الشاق ليناله شخص آخر من أجل لقمة العيش .....أبدع في النص والرواية والحدث والسياق الدرامي والقيمة الثقافية وكل شي ..........
.بحق إنها من أبدع ما قرأت 360 أستطيع الآن أن أقول بأن علي بدر أحد اكتشافات هذا العام.

بعد قراءتي لبابا سارتر قلت بأن هذا العام عام الاكتشافات المميزة؛ فأنا لم أسمع عن الكاتب من قبل وأحببت قلمه وقررت أن تكون لي تجربة ثانية معه.
وها أنا ذا مع تجربتي الثانية حارس التبغ والتي كانت أتقن وأمتع من سابقتها!

مع عنوان مأخوذ من قصيدة بيسوا (دكان التبغ)،
وبطل بثلاث شخصيات،
يحاول أحد الصحفيين تتبع حياة الموسيقار العراقي كمال مدحت الذي قُتل في ظروف غامضة ليكتب عنه كتاب مما يجعله يكشف الغطاء عن المافيات السياسية ومحاولة الموسيقار لانتحال شخصيات مختلفة للتخفي والهرب من بلد لآخر للنجاة بحياته.

رواية مربكة،
جعلتني أتابع الأحداث بشغف ومع ذلك أتحير من شعوري نحوها!
لكن ما أنا متأكدة منه هو إعجابي بأسلوب الكاتب وأفكاره
ومؤكد سيكون لي تجارب أخرى معه.

تمت
٦ يونيو ٢٠٢١ 360 دكان التبغ هي قصيدة للشاعر و الفيلسوف البرتغالي فرناردو بيسو كتبت عام 1928 وهي من روائع الشعر في القرن العشرين , تحتاج ان تقرأ لعدة مرات لما فيها من تناقضات و بعد انساني . يمكن الاطلاع عليها مترجمة للعربية من الرابط ادناه

هنا

على وحيها هي و تاريخ العراق و حاضره انتج علي بدر روايته الرائعة هذه .
بدأت بقراءة هذه الرواية مع مجموعة من الصديقات العراقيات في اوائل شهر ابريل , لكن بسبب انشغالي و مروري ببعض الظروف , اضافة الى الاجواء الخانقة المملة في بداية الرواية جعلتني ابتعد عن هذه الرواية و عن اي كتاب اخر , كانت قراءتي بطيئة متقطعة و فكرت في تركها اكثر من مرة , لكن تقييم احدى القارءات التي اثق بذوقها جداً جعلني اعدل عن قراري بتركها .
الرواية هي نسيج من الفلسفة العميقة العبقرية المتعمقة في نفس الفرد العراقي وتاريخه المتقلب . هي نظرة ناضجة حيادية لطالما احتاجها - وما زال يحتاجها - الساسة و الافراد العراقيون لتجاوز و تفادي الكثير من الازمات التي مر و ما زال يمر بها العراق .
هي تحليل منطقي لاسباب الامس و نتيجة اليوم .
,جواد سليم , حيدر سلمان ,كمال مدحت ماهو الا العراق باديانه المختلفة و اطيافه السياسية و الفكرية , يهودي ,شيوعي, شيعي تبعي ايراني , ليصل اخيراً الى اللا انتماء .. هو حال العراقي الوطني المسالم لا ينتمي الى اي جهة او حزب , يلتزم الصمت و لا يتفاعل مع الجماهير .
استهل الرواية برواية احداث على لسان الصحفي , و كانت بداية مملة ثم بدأ برواية معاناة فئات محتقرة من المجتمع التبعية و اليهود وكيف تعاطف معهم بحيادية , وجسد فيهم الروح الوطنية المحبة للعراق رغم ما عرف عنهم من اتهامات بالخيانة .

قالت :( اريدك ان تدفنني هنا .. اريد ان ادفن في العراق لا في ايران )

فلليهودي والتبعي عراقة ايضاً و الوطنية لا تقاس بالاغلبية و لا بالشعارات و الخطب الرنانة !
و النتيجة الاخيرة , عودة ابناءه ما هي الا استعارة عبقرية عن وضع العراق ,
فتفكك و تشتت ابناءه و اختلافهم ليس بصدفة مذهلة , انما هي نتيجة اسباب الامس , ف مئير المبهور بالغرب و ايمانه بديمقراطية امريكا , وثورته على اصله , حسين المتدين الذي يعلن بكل صراحة انتماءه الايراني وتأُثره الديني و السياسي الشديد بايران , و عمر السني و انتماءه العربي , كلها استعارة عن حال العراق بعد 2003 , فهي لم تأت من العدم , اتت من تخبطات و اخطاء غرست في الاجيال السابقة و هاهي تنمو و تكبر بهذا الشكل المتناقض المفاجىء . فما بطل الرواية الا العراق في القرن العشرين ومال ابناءه الثلاثة الا العراق بعد 2003 .
و كيف كان البطل فنان , ذكي , جامح ,ذو كريزما ساحرة و مكانة محترمة بين الناس , و كيف اصبح هامشاً ,كناية عن عراق الامس و اليوم .
.هي عادية كرواية , لكنها جميلة كسجل تاريخ , كدرس فلسفي مزج بين الموسيقى و الفن و الجموح و المنطق و الوطنية بمفهومها الحقيقي , مفهومها الغير متعارف عليه .
ذكر فيها تفاصيل يجهلها الكثير عن معاناة يهود العراق , و التهجير للعراقيين الشيعة بحجة التبيعة الايرانية , و تفاصيل عن المنطقة الخضراء .
كنت سانتقد الرواية لانها طويلة ومملة في نصفها الاول لكن النهاية جعلتني اغض الطرف عن البداية
عبقري يا علي بدر .. اود ان اقرأ له المزيد لكن اخشى ان لا تكون رواياته الاخرى بهذا العمق و العبقرية .
فرصة سعيدة للتعرف على روائي عراقي يختلف عن الكثير من معاصريه .

*القراءة السادسة مع مجموعة IGRs 360

حارس

القصة جيدة لكن المعالجة أفسدتها, تخلل الرواية مواضع مملة كت��ر و لكنها في المجمل ليست الأسوء 360 أعترف أنني أنحاز دائماً للمشاريع الروائية فكثير من الكتابات العربية صارت أشبه بالطبخ. مجموعة مقادير لمكونات معينة يعرفون أن قارئ معين يريدها ثم تدخل الفرن وتقدم ساخنة. لذلك تشعر بأن الكاتب لا ينسج رواية ولا يبني رواية بل يضيف ويقلب .
وأعترف ايضاً بأنني مقصر مع الكتاب العرب. فكتاب مصر العظام جعلوني أكفر بالكتابات العربية رغم أن تجاربي القليلة كانت ناجحة: الطيب صالح- زيد مطيع دماج- غسان كنفاني- منيف. وهذه أول مرة أقترب من الأدب العراقي. جعلتني رواية بريد بغداد لخوسيه ميجل باراس أعشق الكتابات عن العراق. وبما أن نفس الصديق الذي نصحني ببريد بغداد هو من أخبرني عن علي بدر فقد بحثت عن كتبه بثقة.
نحن إذن أمام مشروع روائي كاتبه عراقي له رواية شهيرة اسمها الطريق إلى تل مطران و روية حارس التبغ ليست الأشهر ولا الأقوى لديه. كاتب لا يحظى بنصف نجومية كتاب ادب السوق ولا يعرفه الكثيرين في دولة مثل مصر .
الرواية تخبرك بالنهاية منذ أول صفحة فالبطل قتل في 2006 والبطل عاش بثلاث شخصيات . يوسف صالح اليهودي العراقي وله ابن أمريكي إسرائيلي في المارينز اسمه مائير وزوجة في تل ابيب هي زوجته الأولى وحب حياته. يوسف صالح هاجر إلى إسرائيل بعد قرار إسقاط الجنسية العراقية عن اليهود ومصادرة أملاكهم• هرب إلى إيران عن طريق موسكو بجواز سفر مزور باسم حيدر سلمان (شيعي)، وتزوج وأنجب ابنه حسين، ودخل بغداد مع عائلته في العام 1958، وبقي في بغداد حتى العام 1980 حيث تم تهجيره في حرب الخليج الأولى إلى طهران كونه من التبعية الإيرانية، وقد توفيت زوجته أثناء التهجير، وسجن ابنه حسين في سجون العراق.
عاش حيدر سلمان في طهران أكثر من عام لاجئاً، ثم استطاع الهرب إلى دمشق بجواز عراقي مزور باسم كمال مدحت(سني)، وتزوج من زوجة كمال مدحت الحقيقي وأنجب ابنه السني عمر، ودخل بغداد وظل هناك حتى اجتياح أمريكا للعراق وهنا تحدث المهزلة الكبرى. زاره أبناؤه الثلاثة. الأمريكي غازياً من المارينز. الشيعي عائداً بحثاً عن إيران أخرى في العراق والسني حالما باستعادة مجد السنة والقومية.

يجد الراوي وهو صحفي بلاك رايتر وهي شخصية الكاتب نفسه . يجد لدى كمال ديوان دكان التبغ لبيسوا وفيه يجد كمال أنه مثل شخصيات الديوان. ثلاثة في جسد واحد. أحدهم يوسف صالح (حارس القطيع) إنسان حساس موهوب يرى في الموسيقى خلاصه وفي العراق وطنه دون قيود دينية ولا مجتمعية حتى يحدث حادث الفره��د وهو هجوم على منازل اليهود ونهبها وحرقها فيدرك مدى قبح الجماهير. الثاني حيدر سلمان (المحروس) إنسان منطقي واقعي يتجنب الألم بأي شكل . ثم كمال مدحت حارس التبغ شخصية حسية تبحث عن اللذة باي ثمن. وبين هؤلاء تدور حياته في العراق وطهران ودمشق و موسكو . والسؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا؟ هل يضحي الإنسان بزوجته وولده ليعود للوطن بهوية جديدة؟ هل ينسى لبنه السجين وزوجته الميتة ويعود ببساطة ليضاجع أخريات بشخصية جديد؟ كل هذا من أجل العراق أم من أجله هو نفسه؟ الواضح أنه حب الوطن – النوستالجيا تربطه بالوطن بخيط لا ينقطع حتى في أصعب لحظات حياته وأكثرها خطراً.
لم أستطع هضم تلك الفكرة لولا أن شخصية حارس التبغ الحسية الأنانية ظهرت لي على أنها الشخصية الأصلية التي تعيش عالة على الأخريين. نعم هو حارس التبغ الذي ينسى أي شخص أو عاطفة مقابل أن يعيش في مكانه الأثير. هو الذي يضاجع خادمة وزوجته تحتضر ثم يرتمي على جثة الزوجة باكياً. هو الذي ينحني أمام صدام الذي قتل زوجته الثانية وسجن ابنه.
ولكن كيف يغير هويته؟ تذكرت حينها رفعت الجمال/ رأفت الهجان. وكيف كان الموضوع سهلاً أن تصير شخصاً جديداً في نفس البلد والمدينة ولن يتعرفك أحد حيث لم تكن هناك كاميرات محمولة ولا وسائل اتصال ولا قواعد بيانات.

مشكلتي في الرواية التي كتبت بالطريقة الماركيزية : النهاية أولاً ثم ربطك بالحدث رغم أنك تعلم بالنهاية. هذه البداية جعلتني غير مشتاق للقراءة كما ينبغي لرواية رائعة مثل هذه. بل إن أكثر الأجزاء تشويقاً لم يكن قصة كمال مدحت بل حياة البلاك رايتر .

أجاد الكاتب الوصف والغوص في الشخصية ولو أنني تمنيت استعراض الخطابات التي ظل يرسلها لفريدة زوجته الأولى في إسرائيل. لكنه برع في جعلك تعيش المكان في بغداد وطهران ودمشق و المنطقة الخضراء والحمراء والاحتلال الأمريكي وحياة الصحفيين . هناك شيء دامي تركته في تلك الرواية. حسرة على العرب جميعاً . نحن الذين يسحقنا الطغاة .نحن الشعوب والغوغاء الذين يحولهم الإعلام لوقود يحرق من يريد. كان يصف الحركات الجماهيرية فأرى وضع مصر الآن وهي تحارب الجميع ولا طواحين الهواء في نزعة قومية بغيضة. الجماهير تظن نفسها الأعظم والأعرق والأذكى وأن النصر لها وأن الموت للأعداء والمعارضين وللضعفاء. نحن وطن رسمت حدوده بالدم وملئ تاريخه بالطين ولم نحظ في النهاية إلا بالتراب المشبع بحمرة الدم ودموع المظاليم والعاشقين لأوطانهم.
360 وكأننا قطعنا الف ميل بعد حارس التبغ لا أعني فقط كـ رواية، بل كتأريخ العراق المختصر هنا.

ما أردت معرفته عن يهود العراق قُدّر لي القليل منه، ليس كافياً ليروي التفاصيل لكنه يعني، يعني ليّ الكثير.

لديّ ما يكفي هنا ليشعرني بالندم  عن تأخري في القراءة لـ علي بدر، عراقنا وهو مملكة، يهودنا، تسننا وتشيعنا، حروبنا الأهلية، وما بعد 2003، ان ارافق إمتداد الهجرة التأريخية التي تدور في حلقة مغلقة، منذ آشور وحتى اليوم، نحن نشهد ذات الانعطافة في كل مرة، هجرة واحدة لطوائف مختلفة على مرّ العصور.

الرواية كانت أقرب إلى حدث توثيقي منه إلى جسد أضع نفسي مكانه وأتنقل في تفاصيله، فشخصية البطل او لنقل شخوصه المتعددة ، كانت بلا إنسانية وبلا معاناة صادقة، لم اتعاطف معه مطلقاً في أي شخصٍ تقمّصه، كان تعاطفي مع اليهود وإيران ما قبل الثورة، وبغداد !

ولم أجد شيئاً منطقياً في رسائله لزوجته اليهودية الاولى طوال تلك السنين، ربما وجد فيها كِسرة حنين تبرر تواصله،  لكن لم يكن هناك داعٍ لذكر تفاصيل مغامراته الجنسية لها!

وإبنه حسين الذي أصبح شيعياً قادماً من إيران، لنتسعيد التفاصيل، أجبر هو وزوجته طاهرة على مغادرة العراق لكونهما من التبعية الايرانية، وتم اخذ الشباب من عمر 15-40 ، وقد أخذوا ابنهم حسين في إحدى السيارات وماتت طاهرة لانها لم ترد ترك ابنها خلفها ودفنت في العراق، طيب كيف عاش حسين، وكيف ذهب الى ايران وهو محكوم بالموت، لنقل ان تغيبراً قد حدث او أنّي فوّتُّ شيئاً من الاحداث، لكن كيف لحيدر سلمان ان يكون متأكداً من ان إبنه على قيد الحياة!


لم يأسرني هذا الفنان، لكن علي بدر أبدع بجعل القصة حقيقية وتثير فيك الشكوك حول ما اذا كانت واقعية وذلك لإرتباطها بشخصيات واماكن وأحداث حقيقية، حاولت جاهدة البحث عن  احدى شخصيات بطل الرواية في الگوگل لكنّي فشلت ولست متأكدة اذا ماكان لأي تفصيل منها وجود حقيقي، وهذه نقطة كبيرة تُحسب للكاتب، بالإضافة لإسلوبه ، تسلسل أحداثه ، فرناندوا بيسوا وصورة الغلاف!

أتفق مع أن الرواية هي عدة استنساخات لروايات أخرى بتفاصيل شخوصها كرواية التشيلي خوسيه ميجيل باراس بريد بغداد او رواية ريكاردو ريس حيث اقتبس الصفات الفيزيائية، هناك ايضا روايات عربية هامة استفادت من روايات عالمية مسبوقة، وهذا لا يعيبها أو يتنقص منها، لكنّنا كنا بحاجة لروحَ حقيقية في الرواية تأسرنا معها، وتمكنني من إعطاء خمسة نجوم بلا تفكير.

كانت رواية ممتعة بلا شك، تجربتي الاولى مع علي بدر ولن تكون الاخيرة. 360 ثاني روايه اقراها للاستاذ علي بدر و ايضا بطلها عازف
تتحدث الروايه عن العازف كمال مدحت
الذي قتل بعد سقوط صدام و عاش ب3 شخصيات مختلفه
لاسباب سياسه و امنيه كان يبدل في كل مره اسمه \ هويته \ تاريخه و تنقله بين العراق \ايران \ سوريا
نقرا في الروايه عن العراق و التحولات السياسيه \ الاجتماعيه \ الاقتصاديه \ الثقافيه خلال 80 سنه تقريبا من ايام الملكيه الى سقوط صدام
الروايه جميله جدا وفيها رمزيه وتأريخ لحقبه طويله ومهمه من تاريخ المنطقه 360 اول رواية اقرأها لعلي بدر واعجبتني كثيرا.
تروي قصة رجل بثلاث شخصيات , عاش ثلاث حيوات يعني ثلاث ديانات وثلاث زوجات وثلاث اولاد , جاب البلاد ليرجع لبلده العراق ليعيش بقية عمره في وطنه الى ان يقتل في ظروف غامضة بعد الاحتلال الامريكي .
هذا ليس حرق للرواية فمن هنا تبدأ القصة , وهي التحقيق في ملابسات مقتله لمعرفه الجناة .
فهل ياترى يتم التعرف على قتلته في ضل الفوضى والقتل على الهوية ؟
اترك لكم متعة استكشاف الحقيقة .
360