أجراس اللافندر By هبه عيسى

عقله يَزِن كُل الأمور بمقدار، كما توزن المعادلات الكيميائية التي إعتاد أن يُعامل كل شيء في حياتهِ معاملتها، إلاها.. هي المعادلة الوحيدة التي استعصى عليه وزنها ، لأنها بداتها غير مفهومة ماهيتها ، لم يقرأها عقله بعد، قلبه فقط قرأها، والقلب لا يزن ولا يُترجم المعايير، وكأنها وُجدت في حياته لتجلب له بعض المفاهيم التي لم يألفها ، كالرغبة في التنهد ليلًا ، أو الشرود عند المرور بآيات في سورة النور، أو التلعثم مع الزبائن حين ينطق لهم أسماء الأدوية، لقد شغفتهُ وهو البعيدعن كل مرادفات الشغف، معها يشعر أنه يملك قوة لا تضاهيها قوة ، تلك القوة المحشوة بالرحمة، إذ يكاد ينفخر غضبًا فيأخذ قرارًا بنسيانٍ أو تمرد وهو حقًا لقادر على الهجر والتجاهل، لكن شيئا منها يدغدغ مواضع الرحمة في قوته، يداعب مواضع اللين في قسوته، فيضطرب لأنها تنفي ما رآه عيوبًا فيها بكلمة أو بحركة أو بلمحة ، أو بفكرةٍ واحدة ، لا يستطيع إدراكها ككل لأنها في عقله عبارة عن أجزاء جزء ملائكي صامت مبتسم شارد وضعيف ، جزء قوي يهزم الدنيا حين تتحداها، وجزء روحاني أصيل لا يراهُ فيها إلا من كان لديه مثله أجراس اللافندر

هبه عيسى ↠ 2 Summary

أجراس